المالديف

جمهورية المالديف

جمهورية المالديف هي أرخبيل من الجزر المرجانية تقع جنوب غرب سريلانكا وجنوب  الجزء الجنوبى للهند ، وهذه الجزر المرجانية تقوم على سلاسل جبلية ممتدة في أعماق المحيط الهندى كانت ترتفع فوق سطح المحيط قبل 53 مليون سنة

خريطة تبين موقع المالديف

ثم غاصت تدريجيا هذه السلاسل من الجبال تحت الماء و بدأت  تتكون عليها جزر مرجانية ظلت تنمو و تظهر على سطح البحر مكونة 1192 جزيرة منها الآن 200 جزيرة آهلة بالسكان و بقية الجزر تستغل للسياحة والزراعة و بعض الأنشطة الأخرى  

لمحة تاريخية

ليست  هنالك  روايات موثقة  عن أول من استوطن المالديف لكن أول مملكة حكمها الملك ( كووي مالا كالو ) و هو من سلالة هندية ، و الروايات  عن هذا الملك تشير إلى أن هذه الجزر قبله كانت مستوطنة و لها نظام حكم و انتشار للسكان في عدة جزر

            ومعظم الروايات عن تأريخ المالديف القديم رواها سواح معظمهم من العرب سليمان القزوينى ( عام 850 م ) و المسعودى ( 916 م ) والبيرونى ( 1030م ) والإدريسى ( 1030 م ) و هؤلاء الرحالة كتبوا عن المالديف كبلد مأهول بالسكان  وفيه نشاط  اقتصادى واجتماعى و ذكروا الزراعة والتفنن في بناء السفن والقوارب والبيوت وزراعة جوز الهند و حفظ ثماره في بيوت تبنى على سطح الماء  لحمايتها من الآفات مثل الفئران كما كتبوا عن ظاهرة التعرية في الجزر و بناء الجزر الآمنة للحياة  فيها

 وأشهر الرحالة وأهمهم بالنسبة للكتابة  عن تأريخ المالديف فيما بعد القرن العاشر الميلادى كان الرحالة المغربى ابن بطوطة الذى أفرد فصلا كاملا في مذكراته عن المالديف سماه ( ذيبة المهل ) وتعنى جزر ، أو أن     ( محل ) معناها مكان و ( ديب ) معناها  ( الجزر    ) وسميت الدولة بعد دخول الإسلام بـ  (الدولة المحلديبية ) و ظل هذا الاسم مستخدما حتى دخول الاستعمار البريطاني الذى حرف اسم  محل ديب إلى MALDIVES و بعد استقلال المالديف في 1965 م  تم تسميتها  ( جمهورية المالديف  ) ولكن المالديفيين يطلقون عليها   في لغتهم اسم  ( ديفيهى راجيه ) تعنى  بلد المالديفيين

ضريح الشيخ أبى البركات في ماليه

اللغة  الديفيهية  ( لغة المالديف )

اللغة المالديفية  و تسمى اللغة ( ديفيهى DHIVEHI ) يرجع أصلها في بعض الروايات إلى  اللغات الهندو أوربية  وجذورها الأصلية من اللغة السنسكريتية و بدأت اللغة المالديفية كلغة منطوقة ثم أوجدت نظام كتابة خاصة بها و تطور هذا النظام  بمرور الوقت خاصة بعد إسلام المالديف و كانت اللغة المالديفية تكتب بحروف شبيهة بالحروف السنهالية من الشمال إلى اليمين و هذه الحروف تسمى (  حروف أيويلا )  و هذه الحروف بدورها تطورت إلى حروف تسمى ( حروف ديويس  ) ثم تطورت إلى حروفها الحالية المعروفة باسم ( حروف تانا ) وتكتب اللغة المالديفية بهذه الحروف من اليمين إلى الشمال مثل اللغة العربية وبهذه الحروف تكتب اللغة المالديفية بحروف  منفصلة شبيهة بالرموز العربية و من اللغات القديمة .  هي شبيهة بحروف اللغة ( المروية ) في أواسط السودان في أفريقيا  ولكن اللغة المالديفية الحديثة وبعد دخول أهلها في الإسلام أصبحت تكتب مشكلة ولها نظام ضبط للأصوات للحركات القصيرة والطويلة وللأصوات الخاصة بها ولها قواعد بنائها و هي لا تعرف الجملة الفعلية و اللغة المالديفية  تستلف من اللغات و الثقافات التي تداخلت معها كالعربية والفارسية والأردية والبرتغالية والإنجليزية و غيرها من لغات من هاجروا واستقروا في المالديف كعمال و دعاة و تجار في عصور مختلفة ، واللغة المالديفية تكتب الآن بحروف تعرف بـ ( حروف تانا ) و قد عرفت  هذه الحروف  في عهد السلطان الغازى محمد تكروفان الأعظم الذى حرر المالديف من ربقة الاستعمار البرتغالى ، و أقدم نقش وجد للكتابة المالديفية قد كتب في عام 6 م في جزيرة (لاندو ) الشمالية و كغيره من الكتابات القديمة وجد مكتوبا على أحجار مرجانية ووجدت بعد ذلك  كتابات على لوحات نحاسية و هذه اللوحات الأثرية تسمى (لو مافان[1]  )

            وقد أثرى دخول الإسلام في المالديف اللغة المحلية والثقافة العامة للناس كثيرا و تطور الفكر والمجتمع و تطورت اللغة باستمرار وما زال هذا التطور مستمرا حتى يومنا هذا فكل المصطلحات والمفاهيم الإسلامية قد دخلت إلى  اللغة المالديفية وأصبحت جزءا أصيلا منها ، وبسبب الاستعمار البريطاني واستخدام المدارس العامة اللغة الإنجليزية كلغة للتعليم بدأت كلمات كثيرة من اللغة الإنجليزية تدخل اللغة المالديفية و توجد الآن منافسة شديدة بين اللغة العربية واللغة الإنجليزية في المجتمع المالديفى ، واللغة المالديفية بطبيعتها تميل إلى الاستلاف من اللغات الأخرى   و تحتوى اللغة المالديفية على أكثر من 30 % من الكلمات العربية  الأصيلة أو المحورة

            ظلت اللغة الديفيهية عبر العصور هى لغة الحياة العامة والإدارة والتعليم و لغة الدين والسياسة والإعلام مما وحد الناس حولها رغم أن سكان الأقاليم الأربعة الجنوبية  ( مثل إقليم  أدُّو ، و إقليم هودو  ،  و إقليم فوامولا) يتحدثون لهجات تختلف عن  لغة بقية الجزر في الوسط والشمال و لكن الجميع يتحدثون  اللغة المالديفية العامة و يتعلمون بها

تطور التعليم والحياة الثقافية في المالديف           

كان التعليم في المالديف قبل دخول الإسلام فيها تقليديا و لم تكن هنالك مدارس لكن كانت الأسرة هي مصدر المعلومات والخبرات الحياتية العامة والخاصة ومع دخول الإسلام أتى الإسلام بمبادئ  و طريقة و مناهج التعليم وربطها بحياة الناس وأصبح العلم ( من المهد إلى اللحد ) وانتشرت المساجد كدور للعبادة والتعليم و دخلت مع الإسلام اللغة العربية وكتابتها وثقافتها ومناهجها وأولها القرآن الكريم والأحاديث النبوية والأذكار و الفقه وما فيها من تفاصيل.

و كان أول مسجد بنى في المالديف مسجد (  داروماونت )  و أوجد المسجد وظيفة الإمام والمعلم والمرشد والمتعلم الكبير والصغير وأصبح العلم فرضا واجبا لذلك اهتم الناس بالعلم و بالعلماء  و أصبح الناس يهتمون بتعليم أبنائهم منذ الصغر مبادئ القراءة و الكتابة بالحروف العربية و الديفيهية و حفظ القرآن الكريم وتعليم الصلاة والدعاء ودخلت ثقافة الكتاب و موضوعات الكتب الدينية المختلفة كما دخل مبدأ التعليم والتعلم والشورى والخطبة وتسجيل الأحداث والخطابات والحسابات خاصة في قصور السلاطين

            وبعد دخول المالديفيين في الإسلام على يد الداعية أبى البركات يوسف البربرى اعتكف الشيخ في المسجد لتعليم الناس أمور دينهم الجديد وكان السلاطين يكرمون الشيوخ والمعلمين أيما تكرمة وقد تولى كثير من العرب العلماء الذين زاروا المالديف مناصب عليا في الدولة بسبب علمهم وثقافتهم الدينية و قد تولى ابن بطوطة في المالديف منصب قاضى القضاة لفترة غير قصيرة

            و توجد في المالديف مساجد كثيرة في العاصمة وفى كل الجزر الآهلة بالسكان وأقدم  المساجد في ماليه هي : مسجد ( داروماونت )  و مسجد الجمعة اللذان بنيا في عهد السلطان محمد بن عبد الله الذى دخل الإسلام إلى المالديف في عهده في  القرن السادس من الهجرة ،

مسجد الجمعة وبئر تقليدية للوضوء

وقد قام السلطان إبراهيم إسكندر ببناء مئذنة بجوار مسجد الجمعة  في عام 1675  م ما زالت موجودة ، وفي  هذا المسجد لوحات   خشبية دونت عليها قصة إسلام أهل المالديف ، و من المساجد الأثرية في العاصمة مسجد العيد[2]  و هذا المسجد بنى أساسه من الأحجار الكلسية المرجانية البيضاء  و مسجد  (كالو وكارو [3])

و يوجد في ماليه العاصمة 27 مسجدا أكبرها مسجد السلطان الغازى محمد تكرفان الأعظم ) و هو ما يعرف بالمركز لإسلامى و قد قام بتشييده  الرئيس الأسبق الأستاذ مأمون عبد القيوم و هذا المسجد يسع الآن لأكثر من 20 ألف مصل و في كل  الجزر

 

 

المالديفية توجد مساجد حسب عدد السكان والمسجد وماله من خاصية في الإسلام أصبح المدرسة الأولى للمجتمع و ملتقى كل الأجناس والأعمار في البرامج الاجتماعية ،

 

 

 

 

 

 

المركز الإسلامي و مسجد السلطان محمد تكروفان الأعظم

والشعائر الاجتماعية كالزواج وتبادل الأخبار ومعرفة الأحوال وتلقى الإعلانات و مكان لتعليم الصغار والكبار وبذا أصبح هنالك مجالان للتعليم في المنازل وفى المساجد و ظل التعليم تقليديا في المنازل للصغار و ظهر معلم الصغار ( أيدرو بيه[4]  أو أيدرو دايتا ) الذى تحضره الأسرة  أو ترسل الأسرة أبناءها إليه لتعليم الصغار مبادئ  قراءة و كتابة القرآن الكريم  ، واتخذ الناس في بعض الجزر  خاصة في جزر  الجنوب أماكن لتدريس الصغار  فيها  و هذه الأماكن تسمى ( كياوا جيه )[5] و لم تتخذ هذه الأماكن شكل المدرسة المنظمة حيث لا تدرس فيها مواد ممنهجة و إن كانت هذه الأماكن قد تطورت في بعض الجزر على حسب مستوى المعلم التعليمى فمن المعلمين من يدرس الحساب و كتابة اللغة الديفيهية و قراءة و كتابة القرآن الكريم ويواصل بعض الطلاب معه حفظ القرآن الكريم .

و في عهد السلطان إبراهيم إسكندر الأول بعد عودته من مكة المكرمة التي ذهب إليها  مؤديا

مناسك الحج و الغمرة عام 1078  هـ (1668 م )

مئذنة مسجد الجمعة التاريخية

 أضاف إلى مسجد الجمعة بوابة في الواجهة الجنوبية له و بنى فيها  مصطبتين ووضع كرسيين كبيرين على المصطبتين ليجلس على كل منها معلم يعلم الصغار مبادئ القراءة والكتابة و حفظ القرآن الكريم ويعلم مبادئ الإسلام والعبادات و بالتالى ظهر المعلم المعين من قبل الدولة ووجد مكان الدرس فأصبح هذا المكان أول مدرسة نظامية لتعليم الصغار في المالديف في عام 1668م وحدد راتب للمعلم كما كان العلماء من زوار المالديف يدرسون الناس في المساجد و في هذه المدرسة

و في عهد السلطان محمد عماد الدين السادس تم إنشاء أربع مدارس ( كتاتيب )  في كل حى من الأحياء الأربعة في العاصمة  ماليه و ذلك في عام 1897م

و أول مدرسة نظامية افتتحت بعد ذلك في ماليه هي المدرسة الصلاحية نسبة إلى الشيخ حسين صلاح الدين الذى كان في ذلك الوقت قاضى القضاة في مبنى المحكمة القديمة أمام منزله ، وفى 6 يونيو 1928 م تم تغيير اسم هذه المدرسة ليصبح (المدرسة السنية ) و هذه المدرسة كانت في بدايتها مخصصة لتعليم الذكور ثم افتتح فرع لها لتعليم البنات في 28 نوفمبر 1944م  وهذا الفرع كان هو  الأساس للمدرسة الأمينية الخاصة بالبنات ، ثم تحول فرع البنين في المدرسة السنية  ليصبح المدرسة المجيدية ( نسبة إلى الأمير عبد المجيد راننا بادير كيليغفان المنتخب لعرش المالديف في الأربعينات)

و قد بنى الأمير محمد أمين في عهده مبنى خاصا للمدرسة المجيدية يعرف باسم ( دار العلوم )  في 11 ديسمبر 1951م و في 20 يوليو 1956م تم افتتاح المدرسة الأمينية ( نسبة إلى رئيس الجمهورية الأسبق محمد أمين ) الذى كان له الفضل في تأسيس هذه المدرسة وتعليم البنات و تطوير التعليم النظامى الحديث في المالديف و قد قام محمد أمين بإرسال بعثات تعليمية إلى سريلانكا

تطور قطاع التعليم في العصر الحديث

كما ذكرنا من قبل فإن التعليم في المالديف في العصور السابقة فيما قبل الإسلام وفي بداية عهد الناس بالإسلام فيما بعد القرن السادس الهجرى كان تقليديا و معارف يتلقاها الصغار من الكبار في جملة الموروثات وتعاقب الأجيال و كما ورد من قبل فإن الإسلام ودخوله  في المالديف قد أحدث  نقلة كبيرة في كل مناحى الحياة وفى التعليم خاصة فوجد المعلم الخاص ووجدت المدرسة والمسجد والدولة المعلمة و أصبح طلب العلم فريضة و دخلت مفاهيم الهجرة من أجل طلب العلم وأصبح نقل العلم فريضة وميزة اجتماعية و عملا تعبديا وكثرت بدائل العلوم وأماكن الدرس واستفاد المالديفيون من العلماء الوافدين والعابرين و هاجر الطلاب المالديفيون لطلب العلم وعادوا وعلموا أهلهم  ومن أبرزهم كما أسلفنا محمد جمال الدين الشهير بـ ( وادو دانا كليفان [6]) الذى ذهب إلى اليمن و عاد إلى الوطن بعد تحرره من ربقة الاستعمار البرتغالى والشيخ محمد جمال الدين قام بفتح مدرسة خاصة و خرج علماء كثيرين الذين بدورهم قاموا بنشر العلوم الإسلامية في أرجاء المالديف الشيء  الذى غير مذهب الناس الفقهى من المالكي إلى الشافعي الذى استمر الناس عليه حتى اليوم

            و كانت النقلة الكبيرة الثانية هي دخول المدرسة الحديثة مدرسة الدولة النظامية بمناهج لمواد مختلفة متدرجة وبامتحانات وتقويم وشهادات من مرحلة رياض الأطفال إلى نهاية المرحلة الثانوية و بدأ التعليم بالمدرسة الصلاحية ثم المدرسة السنية ثم المدرسة المجيدية للبنين والمدرسة الأمينية للبنات في فترة ما قبل الاستقلال في عهد الرئيس محمد أمين عام 1953م و هذه المدارس النظامية أدخلت المناهج المستوردة و بلغتها الإنجليزية و لذلك كان لها أثر في ثقافة الناس و دخول تيارات ثقافية واجتماعية جديدة في المجتمع المالديفى خاصة وأن معلمى هذه المدارس كان معظمهم من الهنود والسريلانكيين من غير المسلمين لكن جهود المرحوم محمد جميل في وضع  مناهج للغة الديفيهية والدراسات الإسلامية ( كتب تعليم الديانة ) كان لها أثر كبير في الموازنة بين المناهج المستوردة و الثقافة المحلية و توفير مناهج محلية ذات طابع  إسلامي و وطنى أوجد  الشخصية المتوازنة للطالب المالديفى

            و من أهم النقلات  ذات التأثير الهائل في الثقافة والتعليم والمجتمع ما أوجده فخامة الرئيس مأمون عبد القيوم من أوضاع سياسية واقتصادية و خدمات و مدارس في كل الجزر و علاقات مع الدول الإسلامية والعربية و توفير للبعثات التعليمية ليواصل الطلاب طلبهم للعلم لكن الأكبر كان توفيره لمراكز محلية هامة للعلم والثقافة كان لها أكبر الأثر في المحافظة على هوية الشعب المالديفى و تطوير معارفه و ضروب نشاطاته و محافظته على دينه ولغته وعاداته و حياته الاجتماعية ذات الطابع الوطنى الإسلامي الخاص

 

و من أهم هذه الإنجازات في عهد  الرئيس مأمون عبد القيوم  قيام معهد الدراسات الإسلامية في العاصمة ماليه في غرة المحرم 1401 هـ  (  9 نوفمبر 1980  ) بقرار جمهورى ليؤدى الواجبات التالية-

أن يكون المؤسسة الأولى التي تعنى بتعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية للصغار و إعدادهم لدراسات ثانوية و الجامعية لاحقة

أن يقوم معهد الدراسات الإسلامية بإعداد معلمى التربية الإسلامية واللغة العربية وتأهيلهم و تدريبهم ليقوموا بالعمل كمدرسين في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية

تأهيل و تدريب أئمة المساجد

إعداد قضاة المحاكم لكل الجزر المالديفية

تحفيظ القرآن الكريم وتعليم أحكام التلاوة لأعمار مختلفة من الجنسين

تعليم اللغة العربية للكبار

إعداد برامج مسموعة ومرئية لتعليم العلوم الإسلامية والثقافة الإسلامية و اللغة العربية

إعداد مناهج لتعليم التربية الإسلامية للمدارس والإشراف على تدريسها

إعداد مناهج لتعليم اللغة العربية للمدارس والإشراف على تدريسها

و قام معهد الدراسات الإسلامية بهذه المهام و خرج أجيالا من الدارسين من الجنسين أصبحوا قادة للعمل الثقافي والتعليمى والاجتماعى و طوروا التعليم والقضاء و دور المسجد والإدارة العامة والحياة الاجتماعية والثقافية في المالديف

وقد قامت حكومة فخامة الرئيس مأمون عبد القيوم بافتتاح المدرسة العربية الإسلامية لتمثل المرحلتين الابتدائية والمتوسطة في عام 1987 م ومع معهد الدراسات الإسلامية ساهمت هاتان المؤسستان بإيجاد جسور للتواصل والتعاون بين المالديف والدول العربية وأوجدتا بعثات دائمة من المدرسين والخبراء وقد قامت بعض الدول العربية كمصر ممثلة في الأزهر الشريف و المملكة العربية السعودية والكويت وليبيا والعراق وباكستان وقطر  بمد المعهد والمدرسة بالمناهج والكتب الدراسية وقد تبنى معهد الدراسات الإسلامية مناهج الأزهر و أصبحت شهادته الإعدادية والثانوية معادلة للشهادة الإعدادية والثانوية بالأزهر الشريف وتمكن طلاب المعهد من الالتحاق بجامعة الأزهر وغيرها من الجامعات الإسلامية و العربية و مواصلة دراستهم الجامعية  في مختلف التخصصات الإسلامية والعلوم التطبيقية

و المدرسة العربية الإسلامية لم تتمكن من أدائها لرسالتها بالصورة الفعالة المطلوبة لعدة أسباب من بينها عدم ملائمة المناهج المستخدمة فيها لأهداف التعليم فيها  و لبعض السلبيات  الإدارية  بينما كان معهد الدراسات الإسلامية  ذا شخصية قوية وله مكانة مرموقة في المجتمع المالديفى و أداؤه  و أثره كان أقوى وأكبر . 

وفي خطوة متقدمة في درب تطوير التعليم الإسلامي بالمالديف، أصدر الرئيس مأمون عبد القيوم قرارا جمهوريا   في غرة المحرم 1426هـ  ( الموافق 21 فبراير 2004م ) بتطوير  معهد الدراسات الإسلامية إلى كلية إسلامية سميت “كلية الدراسات الإسلامية” ،  كان ذلك نتاجا طبيعيا لما حققه معهد الدراسات الإسلامية  من نتائج ملموسة خلال 25 سنة من عمره ولحرص الحكومة على التطوير المستمر للتعليم الإسلامي في المالديف [7]

وتتلخص رسالة الكلية في التالي:

تخريج جيل في مستوى البكالوريوس والدبلومات في مجالات الدراسات الإسلامية والعربية والتربية الإسلامية للمعلمين

المحافظة على شخصية المالديف الإسلامية خاصة في مجال التأهيل والتدريب لكافة التخصصات

توفير التقدم العلمى والبحث العلمى في كافة مجالات تخصص الكلية بما يعود بالنفع على كل المجتمع

تطوير برامج الدعوة والإرشاد  وتأهيل وتدريب الأئمة والدعاة

إعداد مدرسى التربية الإسلامية وكوادر للعمل في المحاكم الشرعية في كل الجزر المالديفية

تطوير النشاط الثقافي العام ونشر المعارف الإسلامية بكافة السبل

وتطوير برامج ووسائل تعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية

نشر اللغة العربية في كافة أنحاء البلاد وإقامة مراكز لتحفيظ القرآن الكريم

توثيق العلاقات مع الجهات ذات الصلة من كليات وجامعات على المستوى الوطنى والعالمى مع عقدها لاتفاقيات تعاون ومشروعات مشتركة وتوأمة لتحقيق الكلية لأهدافها و تطويرها باستمرار ، و قد ضمت هذه الكلية الأقسام التالية :- [8]

القرآن الكريم وعلومه.

 الشريعة والقانون.

 الدراسات الإسلامية.

الدعوة الإسلامية، وتدريب الأئمة.

العلوم الاجتماعية والإنسانية.

 التربية الإسلامية.

اللغة العربية

وفي العام  1990م أنشأت كلية المالديف للدراسات العليا وتضم الكلية الأقسام التالية: 

الشريعة والقانون

التمريض

 الهندسة

 الآداب

 السياحة والفندقة

 الإدارة، التربية، و تدرس مستويين الدبلوم والبكالوريوس مع بعض الدراسات الإضافية فوفرت مع كلية الدراسات الإسلامية فرصا للطلاب للدراسة في الداخل مع استمرار وجود فرص للدراسة في الخارج وتعدد التخصصات والجامعات والبلاد التي درس ويدرس فيها الطلاب المالديفيون خاصة في خارج بلادهم أنتج ذلك بعض المثقفين غير المتجانسين في علومهم وثقافاتهم و أهدافهم فهم يتراوحون بين الثقافات الغربية العلمانية و الثقافات الشرقية المهنية والثقافات الإسلامية المتطرفة والمعتدلة ولثقافات المحلية الوطنية .

وقد صارت كلية المالديف للدراسات العليا بموجب قانون صدر من البرلمان عام 2011 م جامعة تعرف باسم الجامعة الوطنية المالديفية كما صارت كلية الدراسات الإسلامية في العام 2015 بموجب قانون أصدره مجلس الشعب  تعرف باسم جامعة المالديف الإسلامية .

و لمزيد من تطوير التعليم الإسلامي في المالديف  وتوسيع دوائره وللاهتمام الكبير للحكومة والشعب بتعلم وتعليم القرآن الكريم  أصدر فخامة الرئيس مأمون عبد القيوم في عام 2000م قرارا جمهوريا بقيام مركز للقرآن الكريم في عاصمة المالديف ماليه ، وهذا المركز قرر له أن يكون الجهة المتخصصة على مستوى كل المالديف في تعليم القرآن الكريم تلاوة وحفظا وعلوما لكافة الأعمار والمستويات و للجنسين في العاصمة و في كل الجزر المالديفية و عليه إنشاء كافة المراكز التي  تساعده في أدائه لمهامه كما عليه نشر اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن الكريم وظل هذا المركز يؤدى واجبه تجاه خدمته لأهدافه رغم شح الإمكانات و ضيق المكان  الذى وفر له في ماليه و للمركز الآن أكثر من 25 فرعا في جزر مختلفة و من المفترض أن يكون له فرع في كل جزيرة من جزر البلاد الآهلة بالسكان

و في بداية العام 2016 م وبناء على توجيهات  فخامة الرئيس عبد الله يامين  تم تطوير هذا المركز أهدافا وبرامجا و مستويات تعليمية فأصبح يقدم التخصصات والخدمات التعليمية التالية

تعليم قراءة و كتابة وتلاوة و حفظ القرآن الكريم للصغار والكبار في خمس مستويات متدرجة

تحفيظ القرآن الكريم لجميع الأعمار من الجنسين

تعليم القرآن الكريم مع العلوم الإسلامية واللغة العربية

تأهيل و تدريب الأئمة والمرشدين

تعليم اللغة العربية للكبار والصغار و للفئويين

تعليم القرآن الكريم لطلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة

إدارة وإشراف على مسابقة القرآن الكريم السنوية على مستوى الجمهورية وتأهيل وتدريب الحفظة المشاركين في المستويات العالمية

تأهيل و تدريب معلمى القرآن الكريم في مستويات التعليم المختلفة

تأهيل و تدريب مجهزى الموتى في كل الجزر المالديفية

كما جعل من مهام مركز القرآن الكريم الاهتمام بالبحث والتأليف والنشر وبالتعليم الذاتي و التعليم عن بعد في مجال تخصصاته و قام المركز بوضع بعض المناهج والبرامج لتحقيق كل هذه الأهداف والتخصصات وأصبح للمركز شهادات تم تقويمها  و إجازتها بواسطة الإدارة العامة لمعادلة الشهادات

و في العام القادم ( عام  2017 م ) بإذن الله سيبدأ المركز القومى للقرآن الكريم في ماليه تدريس في مستوى البكالوريوس و دبلومات إضافية جديدة لمزيد من التأهيل للكوادر المحلية خاصة في مجال التدريس والإعلام والعمل العام.

و يتقدم الآن للالتحاق بمركز القرآن الكريم كل عام حوالى عشرة آلاف طالب يقبل المركز منهم أقل من الربع لضيق المكان رغم أن المركز يعمل  يوميا من الساعة الثامنة صباحا وحتى العاشرة مساء

ووزارة الشؤون الإسلامية في المالديف قامت بإنشاء ديوان خاص للزكاة و قسما  للإرشاد والتوجيه و هيئة  إعلامية  لإعداد برامج الدعوة كما  فتحت مكتبة عامة لكل المواطنين تتوفر  فيها كافة المراجع باللغة العربية و اللغة الديفيهية و باللغة الإنجليزية كما تقوم هذه الوزارة بتنظيم بعثات الحج والعمرة و بإدارة المركز الإسلامي الذى يسع لعشرين ألف مصل ثم هنالك إنشاء مجمع الملك سلمان المزمع بدء العمل فيه في هذا العام  ( العام  2016 م )  و هنالك مركز إسلامى مقترح في جزيرة هولوماليه المجاورة للعاصمة و مركز إسلامى في جزيرة ( تينادو )كما أنه يوجد في كل جزيرة مسجد أو أكثر حسب الكثافة السكانية للجزيرة والزائر لماليه يلاحظ مدى اهتمام الحكومة والناس بالمساجد وبنائها ونظافتها والاهتمام بترميمها و تجديدها و توسعتها باستمرار

و كل هذه الجهود والأنشطة   أوجدت  في المالديف مجتمعا مسلما متطورا يتأثر  بالإسلام في كل تفاصيل حياته ، و يسعى لطلب العلم والعمل من أجل حياة  إسلامية متطورة و من أجل مجتمع مسلم مسالم متعاون مع كل الدول الإسلامية والعربية و الصديقة والشقيقة  الأخرى من دول العالم

[1]  – هي عبارة عن لوحات تسجل فيها تاريخ الملوك وأهم الأحداث

[2] – سمى المسجد مسجد العيد لن السلاطين من عاداتهم أن يصلوا العيدين في هذا المسجد

[3]  – معناه  الخشب الأسود  أي الأبونيت

[4]  – أيدرة معناه معلم  ، بيه  للمذكر   و دايتا  للمؤنث )

[5]  – بيت التعلم

[6]  – معناه علامة وادو

[7] – كلية الدراسات الإسلامية،(2005م )،دليل الطالب، ماليه جمهورية المالديف، ص2.

[8] – كلية الدراسات الإسلامية، دليل الطالب ، ص2-3.